يُحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها.. وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة جاء الطفل لسلحفاته العزيزة فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء! فحاول أن يخرجها فأبت... فضربها بالعصا فلم تأبه به.. فصرخ فيها فزادت تمنعا.
فدخل عليه أبوه فوجده غاضباً حانقاً فقال له: ماذا بك يا بني؟
فحكى له مشكلته مع السلحفاة. فابتسم الأب وقال له: دعها وتعال معي!
ثم أشعل الأب المدفأة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان! ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهما طالبة الدفء!
فابتسم الأب وقال لطفله: يا بني! الناس كالسلحفاة! إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك.
وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة.. فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ومن ثم إلى طاعتهم عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير.
المثل الانجليزي يقول: قد تستطيع أن تجبر الحصان أن يذهب للنهر، لكنك لن تستطيع أبداً أن تجبره على الشرب منه!
كذلك البشر يا صديقي.. يمكنك إرهابهم وإخافتهم بسطوة أو مُلك.. لكنك لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم أبداً إلا بدفء مشاعرك.. وصفاء قلبك.. ونقاء روحك!
فرسولنا - صلى الله عليه وسلم - يخبر الطامح لكسب قلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس فيقول: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق).
قلبك هو المغناطيس الذي يجذب الناس.. فلا تدع بينه وبين قلب من تحب حائلاً! وتذكر أن الناس كالسلحفاة.. تبحث عن الدفء!